القائمة إغلاق

تأملات شخصية في بعض مفردات التراث الشفهي الصنعاني.. أمة الرزاق جحاف

تميز المجتمع الصنعاني بأنه مجتمع متعاون يسند بعضه بعضه بحيث يستحيل على أي شخص أن يعيش فيه دون أن يمد يد المساعدة لغيره أو يرفض الاستعانة باليد الممدودة اليه وقد انعكس هذا في كثير من الممارسات الاجتماعية في حياة الناس مثل تقاليد الزواج التي لا يعتبرها المجتمع الصنعاني مجرد رباط مقدس يجمع بين الرجل والمرأة ولكنه علاقة بين اسرتين تتصاهر وتتناسب في إطار علاقة المجتمع ككل ولهذا يطلق على أهم ليلة يلتقي فيها العريسين لأول مرة ليلة الحلفه وهي تسمية مشتقة من كلمة تحالف وحلف وكأن عقد الزواج ليس سوى حلف أو عقد اجتماعي بين الأسرتين ولهذا يتبنى المجتمع المحيط بأكمله حفل العرس ويساهم كل فرد فيه في انجاحه الرجال والنساء كل مع فريقه حيث يتحول الحي الذي يسكنه العروس أو العريس الى خلية نحل وكأن المناسبة مناسبة الجميع ليس هذا فقط بل وكتأكيد على هذا الحلف الاجتماعي الغير معلن يأتي العريس الى بيت أهل عروسته صباح يوم الحلفة ومعه مجموعة من أهله واصدقائه المقربون عدا والده ليتناول طعام الغداء لدى أنسابه يصل اليهم وقت الغداء بالضبط ليتغدى معهم ويعود ادراجه الى بيته في دلالة اجتماعية تفيد أنه دعس فراشهم وأكل معهم خبز وملح وهذا زيادة في توثيق العلاقة ليطمئنوا على ابنتهم التي سيزفونها اليه مساء.

كما أن دعوة الضيوف لحضور العرس لا توجه إلا للأصدقاء المقيمين في حارات بعيدة ومن العيب توجيهها للجيران وأخير فإنهم كانوا عندما يرسلون الشخص المكلف بدعوة الأخرين سواء كانت المناسبة عرس أم غيره يطلبون منه أن يذهب ليحلف على بيت فلان أي أن يقول لهم بيت فلان بيحلفوا عليكم تجوا عندهم معاهم كذا كذا أي كأنهم يدعونهم لدخول معهم في حلفهم
وللحديث بقية.

بقلم/ أمة الرزاق جحاف