القائمة إغلاق

“جارة القمر” السيدة فيروز تتم عامها الـ 84

في حفل شهير بقلعة بيت الدين عام 2000، صدحت: “بتتلج الدني.. بتشمس الدني، يا لبنان بحبك تا تخلص الدني” فرد الحضور بتصفيق حار وحاد لحنجرة الوطن فيروز.

في سن السابعة عشرة من عمرها بدأت فيروز الغناء بألحان عاصي الرحباني، ثم تزوجت به في العشرين، وبدأت في الغناء لعاصي ومنصور الرحباني “الأخوين رحباني” ما شكّل مرحلة جديدة على كافة المستويات، سواء على مستوى الأخوين أو على مستوى فيروز، أو على مستوى الموسيقى العربية بشكل عام.

تميّزت الموسيقى بالمزج البنّاء بين الأنماط الموسيقية الغربية والشرقية وأطياف الموسيقى اللبنانية، وساعد ذلك نسيج صوت فيروز، الأقرب لصوت السوبرانو الأوبرالي، ويمتلك في الوقت ذاته دفئا شرقيا يتجلى في الأداء المتقن للزخارف والتلوين الصوتي بلا حدود.

قدّمت فيروز مع الأخوين رحباني وأخيهما الأصغر إلياس مئات الأغاني القصيرة، التي كانت بمثابة ثورة على قالب الأغاني الطويلة المنتشر آنذاك، وذلك بالإضافة إلى تنوع المواضيع ما بين أغاني الحب وأغاني الأطفال والحزن والفرح والوطن والأم والأغاني المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

في ثمانينيات القرن الماضي خاضت فيروز تجارب موسيقية جريئة مع ابنها زياد الرحباني، الذي ساهمت موهبته العميقة ودراسته المتخصصة في خلق لون جديد من الموسيقى العربية التي تستخدم مفردات موسيقى الجاز، لتصدح فيروز بتلك الخامة الغنية من الخلفية الموسيقية في ألبومات اشتهرت كثيرا في جميع أنحاء الوطن العربي.

بعد ألبومي “فيروز في بيت الدين 2000” وهو التسجيل الحي لمجموعة حفلات قدمتها فيروز بمصاحبة زياد الرحباني (بيانو) وأوركسترا من عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، ثم “إيه في أمل” الذي طرحته عام 2010، صدر ألبوم “ببالي” الصادر عام 2017، وهو حتى الآن آخر ما أصدرته فيروز.