القائمة إغلاق

قصر غمدان.. تحفة فريدة في عصره

قصر غمدان..تحفة فريدة في عصره

وفق النصوص التاريخية يرجح بناء قصر غمدان حسب ما عثر عليه من نقوش حجرية قديمة التي تحمل الفترة الميلادية [ ٢٢٠ م ] بحيث يعد هنا أقدم ذكر للقصر وجدت في تلك النقوش المكتوبة يرجع إلى العهد السبئي من عهد الملك ( شعرم اوتر ) ملك سبأ وذي ريدان تزامنا بذاك العهد عام 220  للميلاد على أقل تقدير

تقرير : زهير الهيلمة

مراحل الهدم : الباحث والأكاديمي في الفلسفة والتاريخ عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الدكتور –  عبدالسلام الكبسي يشرح تفاصيل عن أوصاف قصر غمدان قائلا : ” حسب ما توجز الموسوعة اليمنية وصف قصر غمدان بالقول «ويجوز أن يفترض المرء أن المقصود هو أن يؤلف كل ما بين سقفين طابقاً واحداً ويلف السقفين حزام مزخرف (معُصب) ويكون ارتفاع الطابق عشرة اذرع فيكون القصر في الواقع عشرة طوابق أو عشرين سقفاً وكل ذراع يقدر ما بين 50-40 سم فيكون ارتفاع كل طابق حوالى 400-500 سم أي أن الحد الأدنى لارتفاع كل طابق حوالى 4 أمتار والحد الأدنى لارتفاع القصر كله حوالى 40 متراً ومع ذلك فإن بناء القصر من الحجر بارتفاع 40 متراً ليس بالأمر اليسير هندسياً ويمكن أن يفترض المرء أن الطوابق السفلى كانت مبنية من الحجر الصلد القوي.

ويبرز كل صف سفلي عما يعلوه بمقدار سنتيمتر واحد ونصف المتر مما يعطي القاعدة قوة تحمل كبيرة تضاف الى ذلك عما علم من الأخبار أن الطوابق العليا قد شيدت من الرخام وهو بلا ريب أخف من الحجر الصلد) (وكان يتصدر مدخل القصر ساعة مائية ربما تشبه النوع الذي عرف بعد ذلك في المدن الاسلامية المشهورة مثل فاس ومراكش ودمشق وغيرها وكانت تزين فناء القصر حديقة غناء وقنوات جارية, وفي جانب من فناء القصر نمت نخلة سامقة تسمى (الدالقة) كما أن الساعة أو القطارة المائية ربما تكون أول ساعة مائية اخترعت في العالم وبهذا أثبت اليمنيون أنهم قد تفردوا باختراع الساعة المائية الأولى في العالم.

  فيما يرى – المؤرخ  السيد مطهر الشامي : ” أن قصر غمدان إنما سمي بذلك نسبة إلى غمدان بن همدان بن زيد أبو قبائل اليمن بكيل وحاشد ومذحج وهي همدان اليمن أصل اليمن وقدس القبل وهي أصل العرب وشيعة الإمام علي عليه السلام .. ولذلك كان لابد من بناء هذا القصر المشيد غير أن الحسد من مكانة همدان الحميرية على من سواها من بدو قريش وليس حتى من أسيادها كـ(بنو هاشم ) الذين يعتبر أصولهم من قبائل حميرية سكنت صحراء تهامة المكية كمنطقة جدة بعد تهدم السيل العرم بمأرب جعلت من السهل الفتك بحضارتهم أي محو آثارهم وعمرانهم كالقصر المشيد ( غمدان ابن همدان ) .. غير أن القصر لم يهدم بالكامل حتى زمن عثمان بن عفان فحسب بل ظلت بعض أدواره الأخيرة ما يقرب الثلاثة إلى أربعة أدوار ولكن تم هدمها بالكامل في زمن الدولة الأموية الظالمة في عهد سليمان بن عبدالملك بن مروان وهذا ما يجسد حقد الأمويين أيضا على الحضارة اليمنية ومآثرها “

فيما يضيف هنا المهتم بالمتاحف والآثار التاريخية المستشار – عبدالله الكوكباني عضو اتحاد الصحفيين العرب بأن : ” ما حدث في قصر غمدان أشبه بالمعجزة في بنائه إذ لم يطاوله او يساويه بنيان مرصع بجميع أحجار الزينة بما يطاول عن أكبر ناطحة سحاب !.. ومن الحجر بالذات وهنا مليون خط تحت كلمة حجر .. إذ من الصعب البناء بهذا الثقل الصخري مع تجاهل عوامل الجاذبية وميلان الرياح ؟!.. ولكن الإنسان اليمني استطاع إيجاد هذه المعادلة المعمارية الحقيقية التي تعتبر أغرب من الأسطورة والخيال ناهيك عن أن البناء تم فوق هضبة مرتفعة هي نقم .. وفوق حرة صخرية هي ما تسمى حرة غمدان .. ؟! .. إذا فهو ارتفاع فوق ارتفاع فوق ارتفاع ..!! .. بلغ ٨٠٠ متر مكونة من عشرين طابقا, أما عن هدمه فقد شاركت الحضارات والدويلات والمخالف أي الخلافات في ذلك .. فمن الأحباش إلى الفرس إلى دولة الخلافة الراشدية إلى الأموية إلى العباسية انتهاء إلى الأيوبية, حتى أن أحجار هذا الصرح العظيم بلغ الى جنوب غرب صنعاء وسميت آخر حجرة وصلت هناك بـ(حدة) وهي سبب تسميتها إلى اليوم في منطقة (حدة) كما تقول بعض الروايات التاريخية, وفيما يخص بقية عناصر ومقتنيات القصر فقد نهبت عبر مراحل تاريخية من ذاك الزمن وبقية أحجاره هي ما شيد أهل صنعاء بويتهم ومساجدهم وأبرز تلك الآثار لغمدان هو نقوش وأبواب الرحاب الطاهرة من الجامع الكبير بصنعاء ” فيما يكشف المؤرخ الكاتب اليمني الاستاذ حمدي الرازحي قائلا : ” قصر السلاح مجرد امتداد لقصر غمدان الذي كان يحتوي صنعاء القديمة بمرافقه والملاحق الخاصة به, القصر مندثر تحت الجامع الكبير ويمتد الى حارة القاسمي الى المدينه التاريخية صنعاء القديمة, وتشير الدراسات الى ان باب اليمن صمم على انقاض بابه الكبير “