القائمة إغلاق

30 نوفمبر.. تاريخ غير قابل للاختزال

30 نوفمبر.. تاريخ غير قابل للاختزال

ما بين 30نوفمبر العام 2021م و30نوفمبر العام 1967م مسافة زمنية ليست بالامر السهل.. ففي النهر قد جرت مياه كثيرة لما يقولون وأمور عديدة توالت.

إذ ظلت أجيال وأجيال تتربى وتتوعى وتتفق على 30نوفمبر هي الحد الفاصل بين الرفض للمستعمر وسياساته ورموزه وثقافته.. وبين فترة راهنة تغيرت فيها المفاهيم وانطلت قضايا وتماهت قضايا حتى وصلنا إلى جيل أصبح يستسيغ الارتهان الكامل لوكلاء المستعمر ولأمراء الحرب اتباع أذلاء ليس لديهم أي إحساس وطني كذلك الذي كان يطغى على الرعيل الأول من المناضلين أمثال صالح مصلح قاسم عنتر وعلي شايع والمجعلي وراجح لبوزة وعلي ناصر محمد ومحمود عشيش وعبدالفتاح إسماعيل ومحمد سعيد عبدالله محسن والسلامي وعادل خليفة..

أسماء ورموز ارعبت بريطانيا وكسرت شوكة اخطر واكبر إمبراطورية استعمارية شهدها العالم وعاش تفاصيل سطوتها السابقة..واليوم بعد عقود مرت تعود الأيادي البريطانية الخفية ويعود الوكلاء المعتمدون للتاج البريطاني من أعراب الجزيرة؟! ليثبتوا الولاء الغريب للمستعمر وثقافته معلنين التمسك بالمسميات القديمة التي جرى لها تجديد وإنعاش لعلها تجد قبولا.. وصراحة أنهم اوجدوا شريحة “منتفعين” ومليشيات تنفذ ما يطلب منها دون أي تفكير وعلى استعداد دائم لاحداث كل الاخلالات الأمنية وتنفيذ الأعمال القتالية بارتزاق كامل وبطاعة غريبة وفق ادعاء فارغ اسمي الجنوب العربي..

 مع أن المحافظات الجنوبية والشرقية لا ترى نفسها معنية بهذه الفوضى المسماة جنوب عربي.. فردفان بدأت تنتفض والضالع عبرت عن سخطها.. اما عدن فقد اندفعت أكثر من مرة ضد مثل هذه المشروعات الاستعمارية الاحتلالية التي جرى طبخها في دهاليز المخابرات البريطانية والصهيونية التي يتجه اهتمامها كله على ميناء عدن وعلى الساحل الغربي وعلى جزرنا في البحر الأحمر بعد السيطرة الكاملة على جزيرة سقطرى وعلى جزيرة ميون وسعي أبوظبي إلى إنشاء مطار عسكري وقاعدة عسكري حصينة ومحاولة تسليمها إلى المستعمرين الجدد بريطانيا وأمريكا وإسرائيل وفق منظور عسكري وبروتوكول سري بين تلك العواصم في التخادم وفي التماهي الاستعماري الذي اوجد للعالم صورا شوهاء وأنماط مسخ من الاستعمار الذي لم يجد المنضوون بعد تصنيفا ملائما له سواء من حيث وظيفته القذرة أو من حيث تماهيه مع ثقافة عصابية لا تستند إلى أية أخلاقيات من أخلاقيات الصراع والحرب وهي مليشيات لا يحكمها غير “المال” المدفوع من جهات مشبوهة اقلها “أبوظبي” ومن أموال الإتاوات الخفية وتدفقات بعض الضرائب غير المنظورة التي تتدفق إلى أمراء المليشيات المسلحة..

فلا يجوز اليوم أن تضع حتى مقارنة بعيدة بين الرموز القبلية النضالية البارزة والنقية التي قارعت المستعمر البريطاني في ردفان والضالع الشعيب ويافع والحواشب والصبيحة وشبوة وأبين وبين الأسماء الغريبة التي نسمعها اليوم.. ولا يستوي الاحتفال بعيد الاستقلال في ارض وسلطات خاضعة لمستعمرين جدد ودخلاء وأوصياء والاحتفال في إطار منطقة لا تدين بالولاء للنظام السعودي الإماراتي من حلفهما واشنطن ولندن وتل أبيب..

اليوم نسمع أنات عنتر وشايع وعبدالفتاح إسماعيل وصالح مصلح والبيشي والمجعلي وعلي ناصر محمد وأنيس حسن يحيى وعبدالله باذيب وهم سواء الأحياء أو الأموات يشعرون أن الاستقلال يتسرب من بين أيدي الثوار الحقيقيين إلى أيدي أسماء مجهولة وعناصر لا ترتقي إلى المعنى الحقيقي والاستقلال.. وتستسيغ بشكل منفر الارتهان والتبعية ويرونها “رجولة” وشطارة وهي أبعد عن ذلك..

إن عدن وزنجبار والحوطة وطور الباحة والمكلا ويافع والضالع ودثينة.. اليوم تبكي ألماً وهي ترى كل هذه التشوهات التي طالت تاريخ ثورة 14أكتوبر و30نوفمبر ويحق لها أن تحزن وتبكي.