القائمة إغلاق

محللون عسكريون غربيون: قذائف المقاومة يمكنها تدمير الدبابات بنجاح

متابعات – سبايسي نيوز|

أثارت “قذائف الياسين”، التي صنعتها كتائب القسام في غزة، وبرزت في معركة “طوفان الأقصى”، قلق الكيان الصهيوني، ولاسيما بعد نشر مقطع فيديو يُظهِر استهدافها للدبابة المتطورة “ميركافا”، وتدميرها.

وبرز اسم “قذائف الياسين” كثيراً، مع التهديد المستمر الذي تطلقه قوات الاحتلال باقتحام قطاع غزة، ومحاولاتها الفاشلة في ذلك خلال، أمس الأول، ومطلع الأسبوع المنصرم، حيث يتردد مصطلح “قذائف الياسين” على ألسنة المحللين العسكريين باعتبارها أحد أسلحة قوات المقاومة، ضد التوغل الصهيوني في القطاع.

قد تبدو المواجهة بين قذيفة محمولة على الكتف ودبابة ذكية ضخمة غير عادلة، فالدبابة تصل تكلفتها إلى ستة ملايين دولار على الأقل، وصنعتها كبرى الشركات العالمية، في حين أنّ القذيفة صنعت محلياً في فلسطين، ولا يزيد ثمنها عن 500 دولار، وهو ما أثار التساؤلات عن قوة هذه القذائف ومدى إمكانية تدميرها للميركافا الأكثر تطوراً في العالم.

ماذا نعرف عن “قذائف الياسين”؟

“قذائف الياسين” هي سلاح كشفت عنه كتائب القسام خلال معركة “طوفان الأقصى”، وهي قذائف محلية الصنع مضادة للدروع من عيار 105 مليمترات، تطلق بقواذف “آر بي جي 7” الروسية المضادة للدبابات. كما أنّها تطوير لقذائف “أر بي جي” العادية والشائعة الاستخدام في أنحاء العالم.

وفي حين لم تكشف كتائب القسام عن تفاصيل القذيفة الجديدة، يقول مدير مجموعة البيئات الأمنية المعقدة في بريطانيا بول غيبسون: “إنّ قذائف الياسين هي من عائلة آر. بي. جي، حيث صُنِعت في قطاع غزة، ولكنّ مداها الأكثر فعالية هو 100 متر”، فيما أفاد خبراء عسكريون بأن هذه القذائف هي عبارة عن صورة أو استنباط لقاذف “آر. بي. جي 7 – بي 7″، ومسافة قذيفة الياسين 300 متر، والمسافة الفعالة 150 متراً، كما أنّها تخترق حتى 21 سنتيمتراً.

وفي غياب أيّ معلومات رسمية عن “قذائف الياسين”، ذكرت كتائب القسام أنّها ترادفية الصنع، أي أنها تحوي قذيفتين متزامنتين ذات قدرة تدميرية عالية.

وبحسب جوناثان ماركوس، الخبير في الشؤون الدفاعية والدبلوماسية، فإنّ الفيديو الذي بثته كتائب القسام لـ”قذائف الياسين” يُظهِر أنّ القذيفة قد تكون ذخيرة صاروخية تمّ تحسينها بشكل كبير مقارنة بالإصدارات السابقة، موضحاً أنّ من المحتمل أن يكون هناك رأس حربي ترادفي في القذيفة.

بعبارة أخرى، يشرح ماركوس أنّ “قذيفة الياسين” تحتوي على رأس حربي في البداية لتفعيل الدرع التفاعلي للدبابة، ثم الاصطدام بالدبابة، ومن خلال تأثير كيميائي تخترق الدرع. لكنه يلفت إلى أنّ المشغل الفعلي للقذيفة قديم جداً، إذ إن هذه التكنولوجيا التقليدية تعود إلى الحقبة السوفييتية.

ماذا عن الميركافا؟

بالعودة إلى مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، فقد أظهر توجيه القذائف نحو الدبابة ميركافا ودمرها.

وبحسب بول غيبسون، مدير مجموعة البيئات الأمنية المعقدة في بريطانيا، فإنّ دبابة ميركافا 4 تعتبر “من أفضل الدبابات في العالم”. ويضيف: “لديها درع تفاعلي متفجر مثبت عليها، ولديها درع إضافي للحماية من الطائرات بدون طيار”. وأكد أن  النسخة الأخيرة من الدبابة تتميز بمستوى عالٍ من الحماية من الصواريخ الموجهة المتقدمة، وذلك من خلال تزويدها برؤوس حربية ترادفية عبر نظام الحماية النشط تروفي (Trophy) الذي يمكنه اكتشاف واعتراض الصواريخ المضادة للدبابات عن طريق إطلاق قذيفة متشظية على بعد أمتار قليلة من الدبابة تعترض الصواريخ والقذائف وتدمرها قبل أن تصل إلى جسم الدبابة.

كما يضم نظام الحماية في الدبابة ميركافا أنظمة متقدمة لتحديد التهديدات والإنذار بها، وهو ما يؤكده الخبير في الشؤون الدفاعية والدبلوماسية جوناثان ماركوس، الذي يقول إنّ “الإسرائيليين ربما يكونون أحد القادة في العالم فيما يسمى بالدروع التفاعلية، وهي أنظمة دفاع نشطة”.

ورغم تأكيد كتائب القسام قدرة “قذائف الياسين” على تدمير دبابة الميركافا ذات الصيت العالمي، عبر نشر مقطع فيديو لذلك، لم يتحدث الكيان الصهيوني عبر مسؤوليه أو وسائل إعلامه عن ذلك حتى الآن. لكن المؤكد أن هناك مواجهة في ساحة الحرب بين هذه القذائف والدبابة الصهيونية، مواجهة لا يخفيها غيبسون، الذي يقول ختاماً: “نعم، سيكون الإسرائيليون قلقين جداً بشأن نظام الأسلحة هذا؛ لأن بإمكانه دون شكّ شلّ حركة الدبابات الإسرائيلية، ويمكنه بالفعل قتلها بنجاح”.

«حماس» تفوقت على المخابرات الغربية ونجحت في تضليلها

نشرت وكالة أنباء دولية معلومات مهمة حول المساعدات الخاصة التي قدمتها الولايات المتحدة وفرنسا للكيان الصهيوني، خلال الحرب على غزة، بعد نجاح مقاتلي المقاومة في دخول الأراضي المحتلة والسيطرة على بعض المراكز الحساسة والرئيسية في كيبوتزات المغتصبات وتوجيه ضربات كبيرة للقوات الصهيونية، في عملية “طوفان الأقصى” البطولية يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتُظهر المعلومات التي نشرتها وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، أنه بعد يوم واحد من بدء عملية “طوفان الأقصى”، انتفض الغرب لنجدة الكيان الغاصب، باستخدام أقمارهم الصناعية الخاصة.

وتشير هذه المعلومات إلى أن الفرنسيين ركزوا على قطاع غزة بخمسة أقمار صناعية تجارية وقاموا بتصوير ومراقبة القطاع بأكمله ومحيطه، بمعدل يتراوح بين مرة إلى مرتين في اليوم باستخدام قياسات الاستشعار المتقدمة لهذه الأقمار الصناعية. وتتراوح الدقة المكانية لهذه الأقمار الصناعية بين 30 سم و1.5 متراً، وجميعها لها قدرات جيدة جدا في رصد تغيرات وحركات الأرض.

ومن جهة أخرى، أطلقت أمريكا عددا كبيرا من الأقمار الصناعية التجارية، بما في ذلك منظومة أقمار صناعية كبيرة تضم 3 أقمار صناعية كبيرة و19 قمرا صناعيا تجاريا صغيرا (22 قمرا صناعيا في المجموع) منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وقامت بتصوير غزة ومحيطها، مرة واحدة على الأقل يومياً.

ورغم أن الكيان الصهيوني يمتلك قمرا صناعيا تجاريا بدقة مكانية 30 سم، بل ويمتلك قمرا تجسسيا؛ لكن بسبب سرعة التطورات، يحتاج إلى صور من الأقمار الصناعية التجارية الأمريكية والأوروبية لمراقبة قطاع غزة ومحيطه وتحديد مواقع المقاومة، لذلك تم تلبية هذه الحاجة من قبل فرنسا وأمريكا حتى يتمكن من مراقبة مختلف مناطق غزة وإبادة سكانها المدنيين أو استهداف المقاومين.

وتم الحصول على هذه المعلومات بناءً على التدقيق في الوضع غير المعتاد للأقمار الصناعية التجارية في تصوير قطاع غزة ومحيطه، وبالتأكيد، إلى جانب تلك الأقمار الصناعية، يجب إضافة بيانات الأقمار العسكرية الغربية ومراكز معالجتها إلى قائمة المساعدات الغربية للكيان الصهيوني.

كما تُظهر المعلومات أن الأقمار الصناعية الفرنسية والأمريكية ركزت على قطاع غزة ومحيطه منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أي اليوم الثاني لعملية “طوفان الأقصى”. وليس منذ اليوم الأول أو الأيام التي سبقت بدء العملية، ما يعني أن أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية وأقمارها التجسسية، فوجئت هي الأخرى بعملية الطوفان، وأن المقاومة في غزة نجحت في تضليلها والتفوق عليها.

المصدر: صحيفة لا