القائمة إغلاق

هل تضرب إسرائيل منشآت إيران النفطية.. وما أزمات بايدن الـ3؟

عبدالغني جغمان – سبايسي نيوز|

إن فكرة استهداف منشآت النفط في إيران من جانب إسرائيل تقترب شيئا فشيئا

حيث ظهرت نوايا اسرائيلية بضرب الاقتصاد الايراني و قد طالب سيناتورًا أميركيًا تل أبيب -في مقابلة قبل أيام- بضرب 4 مصافٍ في طهران.

أثر موضوع الضربة الإسرائيلية في أسواق النفط يأتي أغلبه من ردة الفعل الإيرانية على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، فإذا لم يحدث ذلك فإن كل ما شُوهد من أثر في الأسواق هو ما حدث خلال اليومين الماضيين، من ارتفاع لأسعار النفط بنحو 3 إلى 4 دولارات، ثم انخفضت الأسعار بعدها.

يفيد المحللون، أنه قد تكون هناك بعض ردود الفعل من جانب بعض المجموعات أو الأفراد من خارج طهران أو داخلها، ولكنها ردود فردية، ولا تعني تحركات رسمية من جانب الحكومة، كما حدث في موضوع ناقلات النفط.

هنا يجب التركيز على مصالح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يخص الحرب في غزة وطهران، والمأزق الذي وقعت فيه، إذ إن بايدن لدى ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة وقبل انتخابه رئيسًا، كان من ضمن النقاط الأساسية التي وعد بها الناخبين إعادة الاتفاق النووي مع ايران الموقع في عام 2014.

ومن أساسات سياسة بايدن والبيت الأبيض الحالية العودة إلى الاتفاق النووي، وبسبب هذا الموضوع وجدنا نوعًا من التعاون المباشر وغير المباشر بين الحكومتيْن الإيرانية والأميركية”.

حيث الغى الرئيس السابق دونالد ترمب الاتفاق في الربع الأخير من عام 2018، وأعاد فرض العقوبات التي كانت مفروضة سابقًا..

والآن ما هو رد فعل إدارة بايدن على دعم طهران لحماس في غزة؟

وبالتاكيد لا يمكن لامريكا تجديد العقوبات، لأن ذلك سيؤدي إلى انسحابها من المفاوضات، وهذا لا يفيد بايدن.

كما لا تستطيع إدارة بايدن دعم إسرائيل في أي عملية عسكرية ضد إيران للسبب نفسه، وهذا مأزق آخر،

أما المأزق الثالث -وهو الأساس والكبير- فإن أي عملية تؤدي إلى تخفيض صادرات النفط الإيراني، سواء كان تجديد الحظر بطرق ما أو بهجمات عسكرية أو غيرها، سيجبر أوروبا على الاعتماد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما لا تريده إدارة بايدن.

إن الإدارة الأميركية الحالية في مأزق كبير، وواقعة بين ما يحدث حاليًا وموقفها من طهران، لذلك فإنه يتضح بشدة منذ اليوم الأول، عندما أعلن البيت الأبيض أن دعم إيران لحماس في هجومها على إسرائيل غير واضح.

هناك حاجة ماسة إلى انتظار أي معلومات جديدة، فالآن من يتكلم هو رئيس دولة تمتلك جهاز استخبارات قويًا، وهو “سي آي إيه”، ويقول إنه لا يوجد لديه دليل على أن إيران لها علاقة بالموضوع، وهي عبارة سياسية لا علاقة لها بالحقيقة على الإطلاق، فهي تعبر عن وجهة نظر البيت الأبيض في التعاون مع إيران وعدم خلق أزمات تنهي هذا التعاون أو تخربه.

الخلاصة

من المتوقع أن تشدد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كلامها ضد إيران وضد من يدعم حماس، ولكن على أرض الواقع لن يكون هناك شيء، ومن ثم فإن الأثر في أسواق النفط سيكون محدودًا تمامًا.

وفي سبيل منع أوروبا من الاعتماد على بوتين، تجاوزت إدارة بايدن قرارات العقوبات على النفطيْن الإيراني والفنزويلي، وسمحت للدولتين بالتصدير،

ولهذه الأسباب من الواضح أن أزمة بوتين تقدم دورًا كبيرًا، لا سيما أن الأخير يدرك تمامًا أن الإدارة الأميركية في مأزق الآن.