القائمة إغلاق

هل نحن حقا أمام ازمة مالية جديدة ! اسامة عبدالرحمن جميل

يبدوا ان اهم اسباب انهيار بنك سيلكون فالي هي المبالغة في الخوف من سيناريو ٢٠٠٨م ، حيث ان احد اهم مدراء البنك هو مدير سابق في بنك ليمان براذرز الذي دشن بإفلاسه، الازمة المالية العالمية في ٢٠٠٨م ، محاولة معالجة عجز السيولة السريع رفع مستوى المخاوف عند العملاء وبداو بسحب أموالهم سريعا فانهار البنك !!

حسنا ، هذا البنك هو أحد اهم بنوك دعم ريادة الأعمال والابتكار في القطاع التكنلوجي، هو انتعش بشدة مؤخرا بسبب انتعاش سوق التكنلوجيا ثم انهار سريعا بانهياره!!

لا أعتقد أن هناك ازمة ستبدأ الان ،بل ان هناك نماذج اقتصادية جديدة تتشكل والحكومة تريد ان يكون لها يد أطول في التقنيات الحساسة مثل الرقائق وهي تتبنى بشكل اقرب للنموذج الصيني تحويل الصناعة القسري للداخل الامريكي ،هذا يعني أن الشيك المفتوح في دعم ريادة الأعمال في مجال التكنلوجيا قد انتهى ، وان الحكومة لن تغض الطرف اكثر عن تلك العيوب التي لاحصر لها في نظام دعم الشركات الرائدة والابتكارية في صناعة التكنلوجيا .

بنك سيلكون فالي وضع معظم بيضه في سلة واحده وعندما كان سوق التكنلوجيا يصعد بشكل صاروخي ذهب البنك ليضع اخر بيضاته في نفس السلة وتضخم كثيرا. ولكن بمجرد استمرار الفيدرالي في رفع الفائدة تأثرت استثمارات البنك في السندات الحكومية بشدة ولم يستطيع تسييل تلك السندات بسرعة فلجاء لحلول متطرفة لتوفير السيولة وطمئنت المودعين ، مدعوما بمخاوف تزعزع الثقة في ٢٠٠٨م ولكنه احدث تأثيرا سريعا معاكسا فتدخلت الجهات المنظمة لإغلاقه وحماية ما يمكن حمايته من اموال المودعين.

عندما قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي انه سيستمر برفع الفائدة حتى يكبح التضخم، لم يصدقه احد واستمرت الحكومة والشركات من التحذير والتهويل من نتائج الامر لدفعه للتوقف ولكنه لم يتوقف !!
هو يعلم ان كل نتائج طبع الأموال في ازمة كورونا ذهبت لتضخم من القيم السوقية لشركات التكنلوجيا بشكل خاص ، يعلم ايضا ان تلك الفقاعة خطيرة وستودي بالاقتصاد بسرعة لهذا استمر بالرفع وهو يعلم ان شركات التكنلوجيا هي التي ستتأثر بشكل اساسي وان الفقاعة يجب أن يتم البداء بسحب الهواء منها قبل ان تنفجر ، كما حدث وانفجرت فقاعة العقار في ٢٠٠٨م .

لن تحدث الازمة بنفس الطريقة التي حدثت في ٢٠٠٨م لان علم اقتصاد جديد وعشرات الأدوات من التيسير الكمي خلقت لكي لا يتكرر الامر منذ تلك الازمة!
تحدث الازمات فقط عندما لا يتوقعها احد وهي تضرب في المكان الذي لا يتوقعه احد ايضا .