القائمة إغلاق

مدينة زبيد الاثرية

زبيد هي مدينة يمنية تشكل هذه موقعاً ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني. وبالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، اتسمت زبيد بأهمية جمة في العالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية. وهي تتبع جغرافيًا لمحافظة الحديدة. وإداريًا لمديرية زبيد. يبلغ تعداد سكانها 29035 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004.[2] أدرجت اليونسكو حاضرة زبيد التاريخية على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في العام 2000، بسبب التهديدات المتعلقة بالتنمية.

تقع مدينة زبيد على خط طول 43 درجة شرقاً وخط العرض 14 درجة شمالاً، وفي موقع متوسط من سهل تهامة الذي يحتل القسم الغربي من اليمن، ويمتد من عدن جنوباً حتى حدود المملكة العربية السعودية شمالاً، وتبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي “233 كم” باتجاه الجنوب الغربي، كما تبعد عن مدينة تعز بحوالي “161 كم” باتجاه الشمال الغربي، وعن مدينة الحديدة “95 كم” باتجاه الجنوب الشرقي، كما أن مدينة زبيد التاريخية تحتل موقعاً متوسطاً بين البحر الأحمر الواقع غرب المدينة، وسلسلة الجبال الواقعة إلى الشرق منها، حيث تبعد عن كل منهما مسافة “25 كم”، ولذلك يصفها ابن بطوطة بأنها مدينة برية لا شطية، ويذكرها أبو الفداءبأنها “في مستوى من الأرض عن البحر أقل من يوم”، أي أنها “ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي “100 م” كما تقع بين واديين زراعيين مهمين هما: وادي زبيد جنوب المدينة، ووادي رماع شمالها وتبعد 90 ك م جنوب مدينة الحديدة ومناخها شديد الحرارة والرطوبة صيفا يميل إلى الاعتدال شتاء، وتقع ضمن حزام الرطوبة العالية والسطوع الشمسي المرتفع، وتبلغ معدل درجة الحرارة فيها 32-35 ومعدل الرطوبة العظمى 85.2% والصغرى 41.1% والأمطار قليلة ومتقطعة ويبلغ معدل سقوطها 13.12 مم.

ذكر ابن المجاور في كتاب المستبصر التسمية : زبيد سميت باسم الوادي زبيد لأنها في منتصفه، وأن ما يطلق عليه زبيد هو ما كان يسمى بمنطقة الحُصَيْبْ، والحُصَيْبْ هو اسم لأرض زبيد بتهامة الغربية تقع في منتصف الوادي زبيد، والحُصَيْبْ بالتصغير نسبة إلى ” الحُصَيْبْ عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان ” أحد أقيال اليمن، وسميت أرض الحُصَيْبْ باسم الوادي زبيد فغلب عليها اسم الوادي وأصبحت تدعى زبيد نسبة إلى الوادي زبيد.

تنقسم المدينة إلى أربعة أرباع

  1. الرَّبْع الأعلى: يحتل الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، ويحده شرقاً قرية محوى قبس، وشمالاً سائلة مقبرة العرق، وغرباً شارع باب سهام، وجنوباً شارع باب الشبارق.
  2. رَبْع الجامع: نسبة إلى الجامع الكبير، ويحتل الجزء الشمالي الغربي من المدينة، مقابل الربع الأعلى حيث يشكلان معاً النصف الشمالي من المدينة، يحده شرقاً شارع باب سهام وبيوت بني الأنباري، وشمالاً السور الشمالي للمدينة والمدرسة الفاتنية، وغرباً باب النخل والسور الشمالي الغربي، وجنوباً شارع باب النخل س.
  3. رَبْع المجنبذ: يحتل الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، يحده شرقاً القلعة وميدانها والمدرسة الكمالية، وشمالاً شارع باب الشبارق، وغرباً شارع باب القرتب المعروف حالياً باسم شارع المدرسة الدعاسية والذي يتصل مع شارع باب سهام، وجنوباً جزء من سور المدينة وبيوت بني السُحَاري.
  4. رَبْع الجزء : يحتل الجزء الجنوبي الغربي من المدينة يحده شرقاً شارع المدرسة الدعاسية، وشمالاً شارع الحديقة، وغرباً قرية السطور والتجمعات السكانية الحديثة، وجنوباً باب القرتب وبعض بيوت بني السحاري،على أثر ثورة قامت بها قبيلتا الاشاعره وعك ضد الوالي العباسي بصنعاء بعث الخليفة المأمون بن هارون الرشيد محمد عبد الله زياد وبرفقته زميله أحدهما من ذرية سليمان بن هشام بن عبد الملك وزيرا والثاني محمد بن عبد الله التغلبي قاضيا ومفتيا ومن ذرية التغلبي قضاة زبيد بني أبي عقامه وذلك في عام 203 هـ وذلك على اثر ثوره قامت لها قبيلتي الأشعر وعك ضد الوالي العباسي بصنعاء وفي عام 4 شعبان سنة204 هـ أختط المدينة عسكريا وفي سنة 205 هـ اتخذت عاصمه وعمد إلى ترغيب الرعاة في الاستيطان بإعفائهم الزكاة لمدة سنة واتخذ زبيد عاصمه للدوله 0

    الدولة الزيادية

    تأسست الدولة الزيادية في سنة 204 هـ وظلت إلى سنة 412 هـ حيث انتهت بآخر ملك كان طفلا يدعى عبد الله بن أبي الجيش إسحاق بن زياد الذي كانت على بن الفضل لزبيد في عهده وظل ملكه ثمانون عاما فكانت وفاته في سنة 391 هـ فاستخلف وصيا على طفله وعمته هند مولى يدعى الرشيد الذي تولى تربيته ثم خلفه بعده مولاه الحسين بن سلامه النوبي الذي استعاد ملك آل زياد وبني مآثر في جميع أنحاء اليمن إلى أن توفى

    سنة 407 هـ وخلفه مولاه مرجان وكان لـه وصيفان أحدهما نفيس والثاني نجاح 000 فالأول كان وزيرا لمرجان والثاني عين أميرا لمدينة الكدراء بوادي سهام لميوله نحو الملك الطفل وعمته وبإزاحته كان إنهاء الدولة الزياديه بقتل الملك وعمته 00 فبلغ نجاح هذه المؤامرة فجند جيشا من وادي سهام وقاتل مرجان ونفيس حتى قتلهما واستعاد الحكم الزيادي فبعث للخلافه العباسية يخبرها بالقتل والنصر فخولته السلطة ولقبته بنصير الحق.

    الدولة النجاحية

    ابتدأت الدولة النجاحية من سنة 412 هـ بمؤسسها نجاح الذي تمكن من بسط نفوذه على تهامة وكان على محمد الصليحي قد ظهر بدعوته في جبل مسور بحراز فدخل معه بحروب كثيره ولما لم يتمكن الصلبحي من النصر بعث إليه بجاريه هديه فقتله بالسم سنة 458 هـ واستولى على زبيد 0 وفي سنة 465 هـ تعقب سعيد الأحوال وأخوه جياش (أبناء نجاح) علي محمد الصليحي اثر سفره لأداء الحج مع لفيف من جنوده وسلاطين اليمن الذين انتصر عليهم فقتلا الصليحي وأخاه عبد الله في المهجم بوادي سردود وكان المكرم احمد بن علي الصليحي نائبا لأبيه بصنعاء فبلغه قتل أبيه وعمه عبد الله وأسر سعيد الأحوال لامه أسماء بنت شهاب فغزا زبيد لإنقاذها من الأسر وطلع صنعاء بعد فترة استعاد سعيد الأحوال واخوه جياش زبيد وظل الصراع بين النجاحين والصليحين حتى استقر الأمر لجياش بعد قتل سعيد الأحوال في جبل الشعر ومن ثم هدأت الأمور للنجاحيين حيث أصبح الحكم لأولاد جياش وبالأخص لأولاد ابنه فاتك وظل الحكم باسم وزراء الملك فاتك الذين تولوا الوصاية على الملك المنصور فاتك عندما كان طفلا ولقوة نفوذهم ولقوة نفوذهم إلى سنة 555 هـ كانت نهاية الدولة النجاحيه على اثر ثوره قام بها علي بن مهدي الرعيني لأسباب سوء تصرف الوزراء على المواطنين 0

    الدولة المهدية

    كان علي بن المهدي عالما صوفيا من قرية العنابره بنخل وادي زبيد ثار على أوضاع وزراء الدولة النجاحيه ابتدا في السنة 536 هـ حيث واصل نضاله مع اتباعه المهاجرين ولكنه توفي بعد انتصاره بشهرين ونصف مخلفه ابناه مهدي بن علي بن مهدي وعبد النبي علي بن مهدي فقاما بتوحيد اليمن وتم له النصر غير أن السلاطين تألبوا عليهما لما لمسوا منهما من قوه وعزم في توحيد اليمن ولما انتهجها من سياسة المشاع وبالتالي سياسة الخوارج وكان علي بن مهدي حنفي الفروع خارج الأصول متشددا في العقوبات 0 فكانت هذه السياسة الحافز لتألب السلاطين ضد الدولة المهدية بالاصافه إلى توحيد اليمن إن أثاروا أمير المخلاف السليماني الشريف غانم بن وهاس الذي قتل أخوه عبد النبي بن مهدي للاستنجاد بالخليفة العباسي الذي أحاله إلى صلاح الدين الأيوبي بمصر لطموحه السياسي وقوته العسكرية 0

    الدولة الأيوبية

    بعث صلاح الدين الأيوبي أخاه توران شاه إلى اليمن فوصل زبيد سنة 569 هـ وبعد معارك دامية انتصر على عبد النبي مهدي وأخيه وقتلهما ومن ثم غزا تعز وعدن وجبله وصنعاء وعاد إلى زبيد ثم طلب من أخيه العودة إلى دمشق وأناب عنه من يقوم بالسلطة ثم وصلى أخوه طفشكين الأيوبي واستقر بتعز وكانت زبيد العاصمة الأولى وحاضرة اليمن ثقافيا وصناعيا وتجاريا وسياسيا إلى سنة 635 هـ انتهت بأخر ملك يدعى الملك المسعود الأيوبي 0

    الدولة الرسولية

    غادر الملك المسعود اليمن إلى الحجاز لأداء الحج سنة 635 هـ وأناب عنه عمر بن علي بن رسول وخوله السلطة إذا لم يعد وفعلا وافته المنية بالحجاز بعد الحج 0 فقام عمر بن علي بن رسول بالملك ولقب نفسه بالمنصور وبسط نفوذه على اليمن واتخذ تعز عاصمة لدولته وحذا حذو الدولة الايوبيه في المحافظة على زبيد علميا وسياسيا وصناعيا وازدهرت في عهد الدولة الرسوليه فخلفه ملوك بني اليمن بالمساجد والمدارس والزراعه والصناعه من سنة 636 هـ إلى سنة 858 هـ انتهت الدولة الرسوليه بعد احداث سياسية على ايدي مشائخ رداع آل طاهر برئاسة المجاهد علي بن داود بن معوضه بن طاهر وأخوه الملك الظافر عامر بن داود بن طاهر 0

    18-الدولة الطاهرية :- بعد أن دخلت الدولة الرسوليه في أحداث سياسية في مرحلتها الأخير استغل هذه الأحداث مشايخ رداع برئاسة علي بن معوضه بن طاهر واخوه عامر واستوليا على اليمن واتخذ المقرانه من رداع عاصمة 0 واهتمت بزبيد اهتماما بالغا إلى سنة 933 هـ انتهت من جراء الغزو الجر كسي المصري 0

    19-الدولة المماليك :- على اثر الكشوفات البحرية البرتغالية عبر المحيط الأطلنطي وراس الرجاء الصالح قام قلنصوا الغوري بإرسال جيوشه للمرابطه بالبحر الأحمر حفاظا على المصالح التجارية والأماكن المقدسة فكان مناهم مكاسبهم الاستيلاء على اليمن أن قضوا على الدولة الطاهرية بزبيد واتخاذها عاصمه لولايتهم 00

    20-الأتراك :- بعد أن قام قانصوا الغوري بمطاردة البرتغاليين رأت الدولة العثمانية من حقها الدفاع عن المصالح التجارية والأماكن المقدسة فاحتلت مصر ومن ثم أرسلت جيوشها إلى اليمن فاحتلت زبيد سنة 945 هـ إلى سنة 1045 هـ كان جلاؤهم من اليمن كان جلاؤهم من اليمن واستولى الإمام محمد بن إسماعيل بن القاسم واتخذ صنعاء عاصمه لليمن وظلت زبيد لواء إلى أن عاد الأتراك مره ثانيه سنة 1246 هـ واتخذوا صنعاء عاصمة والحديده لواء حيث ظهرت كميناء تجاري لليمن حتى كان جلاؤهم سنة 1336 هـ – 1918 م دخل اليمن في الحكم الإمام المتوكل على الله يحي بن محمد حميد الدين أصيبت زبيد ما أصاب به اليمن من تخلف وفقر وتشرد انهيار إداري وتعثرت صناعيا وتجاريا وعلميا وإداريا رغم شهرتها التاريخية وطابعها الحضاري وطموحاتها في إعادة مركزها العلمي والصناعي والزراعي والادراي